رسالة للحبيب الغائب

Posted on السبت، ديسمبر 14، 2019 by ريم وجيه



اسمع أغنية بلا ولا شي ، أحبك ، واسأل نفسي ، هل يعلم زياد لأي درجة يمكن أن يذهب بنا الحب ؟ ما يمكن التنازل عنه ، وما لا يمكن تركه ؟
كنت طفلة شديدة الرومانسية، أرى الحب في كل زاوية ، وأؤمن بكل الغيبيات .
أنسج طوال الوقت قصص الحب بين من حولي ، و صنعت لنفسي كذلك واحدة ، ربما أكثر.
وجعلت لنفسي قوى سحرية عجيبة ، تحقق لي ما أريد تمامًا ، ومعارك وهمية شديدة الجدية .
لا أظنني عشت عمري المفترض وقتها ، بل كنت أسبق سني – كالعادة- مع مزيج البلاهة الخاص بعمري الحقيقي بالطبع ، والذي لا يمكن الاستغناء عنه .
كبرت كما يكبر الناس يا حبيبي ، و اختلفت قناعاتي ، كفرت بالحب والرومانسية ، وحُمِلت بالمرارة دون المساس بحقيقته الثابتة ، ولكنني كنت مراهقة عدمية قليلًا ، رغم أن السذاجة مازالت جزء مني .
ربما بعض مني رفض فكرة أن أكبر ، ولكنها الحياة تفرض نفسها رغمًا عن أنفي ، وعن قلبي وعقلي ومشاعري ، فرفض مسلمات الطفولة الطيبة .
لا يهم كيف كنت أنا يا حبيبي ، أو كيف كنت أنت ، أعرف هذا الآن وقد بلغ مني العمر ما بلغ ، وخط الشيب على ضلوعي فاهترأت .
أنتظرك يا حبيبي بخريف عمري ، بحب جديد بدأ منذ تكوننا في الأرحام ، ليضفي وجودك السلام على روحي القلقة ، قد أصبح –أخيرًا-من يشاركني كل اللحظات ،نضحك معًا ، نبكي معًا ، نقلق معًا ، ليخف ثقل الأيام ، ويشبه رقة الخريف ، يكتسب دفء الخريف .
لم يمتلك زياد في حبه أي رفاهيات ، ولا أي صحبة كانت تزعج تفردهم ، الحب ولا شيء إلا الحب ، بلا أي تزيين ، كانت هذه شروطه .
لي أيضًا شروطي ، اشترط عليك شراكة كاملة ، بلا أي مفاوضات ، وفي كل شيء .
نتشارك قائمة الأغاني ، والرقص معًا على نغماتها ، كانت " على ورق الفل دلعني " أو كانت " القلب معاك" مرورًا بـ سيناترا العذب ، ونجلس لنصغي لفرش وغطا للشيخ العجوز و أحمد برين ،لأخبرك أنك السبع الذي تحمل قسوة الأيام ولم يمل ، ومازال قلبه كقلب الطير .
نتشارك قائمة الأفلام ، والكتب ، الأريكة المفضلة ، وأحاديث المساء الهامسة .
نتشارك الاستمتاع بالمشي معًا ، نهرب من العالم لشوارع جديدة تستقبل أضواء الفجر ، وتودع برودة الليل ، الدافيء بك يا حبيبي .
اشترط عليك نون الجماعة يا حبيبي ، صلاة ودعاء و تلاوة القرآن .
اشترط عليك إيمان لانهائي بصحبة تمتد لحياة بعد الحياة .
وأن يحب الطفل بداخلك الطفلة بداخلي ، نتقاسم الحلوى والألعاب ،والضحكات المجلجلة .
أن نعيد شغف المراهقة معًا ، واكتشاف المشاعر القديمة بنكهة حبنا ، و نستمتع باكتشافاتنا القديمة الجديدة والمتجددة . و أن نبكي معًا ، كما نضحك معًا .
وأن نجدد كل يوم شبابنا ، لتراني شابة جامعية لطيفة تتعلم ، وأراك أستاذي يشاركني التعلم .

أما أنا فلك مني وعود تطول بطول العمر ، أعدك ألا آخذك على محمل الاعتياد ، وأن أنظر لك بعيون متجددة بالحب والشغف .
أعدك أن انتبه لتفاصيلك الطيبة والممتعة ، وأقدم لك من قلبي كل ماهو طيب ، أهديك السلام والراحة ، ويكن لك في قلبي ملاذ آمن و راحة وسلام ، وإن ضاق بنا العيش .
أن أقع في غرام عقود الفل والزهر الملون ، وأنت تساعدني في ارتدائها كل مرة ، وأن أقبل باطن يدك ، وأنت تقبل عيناي .
أن أشاركك استمتاعك قدر استطاعتي ، وإن اضطررت لطهو الأسماك وتقشيرها .
أن أتواصل معك بكل ما فيك ، وأن أحتويك قبل أن أدينك ، وأن أذكرك بالطيب عند الاختلاف.
أعدك يا حبيبي ، أن اختارك في كل مرة .
سنكون حبيبين رائعين يا حبيبي ، يومًا ما .
مع كل حبي . 

0 Responses to "رسالة للحبيب الغائب ":