أرق

Posted on الأربعاء، فبراير 25، 2015 by ريم وجيه



يخبرنى أن هذا الألم الذى أظنه إنما هو ألم بى ، ولكننى لا أشعر بشىء على ما أظن ..كل شىء فى إطاره المعتاد لا شىء تغير عن حاله ..فلم أتألم ؟!
الأمر إنى رأيت فيهم من الألم ما لا يحتمل ، يرق جلدى لرقة قلبى فأخاف الربتات الحنون تحسبًا لتمزقه
أخبرنى أبى أنه لا أحد يشعر بألم الآخرين لذا يجب أن انتبه لنفسى وأعالجها ، ولست أدرى ما الذى يُبكى قلبى فى ملامح العجوز المرهقة
أما أمى رحمها الله فقد حذرتنى أن البلهاء وحدهم من ينتبهون للآخرين أكثر من انتباههم لأنفسهم ويستحقوا مايحدث لهم ، يبدو إنى حمقاء لا فائدة فى بلاهتى ، وحتما أستحق ما يحدث لى بلا ذرة تعاطف منى .
يخبرنى إنى أحتاج للحب مثل كل فتاة شابة لها عمرى ، أعترض ظاهريا على أن رجال الأحلام لم يصبهم التخفيض ولا يتم توزيعهم على الباعة الجائلين لأشترى حبًا يتناسب وسنوات عمرى الشابة ...وأعترض داخليًا أن جنبات قلبى المهترئة لن تحتمل ضريبة الحب ، فكيف لفتاة تبكى نيابة عن صديقاتها حبهن وتتألم لهن أن تحتمل أن يكون الحبيب الغائب او الغاضب او المغادر حبيبها هى !
وأكتم رغبة فى العمق بقصة حب بها لمسة سحرية ...لا تعب فيها ولا ألم ..حب وسحر
ولا أخبره إنى كل ما أحتاجه هو الأمان الكافى لأبكى وقتما أحتاج للبكاء ..بلا حاجة للانكماش .اتهدل على الأرض كدمية قطعت خيوطها مبعثرة الخصلات متورمة الملامح دون خوف من اختناق أسئلة لا أجيد الاجابة عليها ، او اتهامات او تسفيه
ومساحة لأرقص وأغنى وأمارس بلاهاتى المحببة من بعثرة ولملمة و قفز فوق الأثاث بلا قلق من عاصفة من النكد والهم .
فقط مساحة آمنة لأفرح وابكى واكون ما أنا عليه بلا رتوش التماهى
يمزق الخوف انفاسى حتى أدمنته فاصبحت اتعجبنى بدونه
حاصرنى حتى فى سجودى معلنا ذنب يقف على رأسى كطير لا يسكن ..ابكى كثيرا وأوقن أن الله يسمعنى ويرانى وسيحنو على لا محالة
من هن مثلى لا يسمعهن إلا الله ، لا يشعر بهن إلا الله ..ويستجب لنداءاتهم المجردة من صوت المحملة بالوجع
تخبرنى صديقتى عن هشاشتها وكيف أبسط ضربة تتحول لكدمة عظيمة الأثر ، وأحيانا بلا ضربات ، فقط الحزن وحده كفيل بذلك
لا أخبرها عن آثار أظفارى بباطن كفى المنقبض بشدة أثناء نومى ، ولا عن الكدمات المتفرقة التى لا أدرى لها سببا ولا عن الانفعال الذى يجعل جلدى وعاء للنيران وصدرى بركان لا يخمد مسحوبة انفاسه
لا أخبرها عن الغضب والحزن والألم والكراهية والاشمئزاز والملل والعنف والحب والخوف والحنان والدلال ...لا كتمانًا ، إنما نسيان لم أعد أملك له إلا تذكر ضعيف لا يسمن ولا يغنى من جوع
تقاومنى نفسى بالنسيان كي لا أموت كمدا ..او تحاول
كل ما أود قوله إنى متعبة ...متعبة فحسب و أود لو أنام قليلًا لأرتاح