إلى سارة ..عن قلبي العاجز

Posted on الأحد، مارس 22، 2020 by ريم وجيه


عزيزتي سارة
منذ لحظات أخبرتني مريم ابنة أختي أني قلب ، و لا أعرف أن أتكلم، لأجد نفسي مدفوعة للكتابة بقوة رهيبة بعد شهر من الصمت.
تحيرني منذ فترة فكرة الاستحقاق يا صديقتي، هل ننال ما نستحقه فعلا ؟ أم أقل ؟ أم أكثر ؟
تزامن هذا مع تحقيق خواطري حول الوحدة نجاح طيب، لم أتوقعه للحظة، و كنت أظنني لا أستحقه.
ما الذي يجعل مقالي هذا دون غيره يستحق النجاح؟ أو الاهتمام ؟
يتشعب السؤال مع الحياة كذلك يا سارة، هل ننال ما نستحقه ممن حولنا ؟ ما الذي يحدد ذلك ؟ و هل ما نريده هو ما نستحقه ؟ و كيف نحقق هذه الرغبات ؟
أجهدتني الأسئلة، ودفنتني تحتها لما يقارب الشهر ، لأنني كما يبدو استحققت لقب القلب الذي لا يجيد الكلام من طفلة الخامسة، و التي يلقبها قلبي العاجز بمعجزتي الخالصة.
أنا منهكة طوال الوقت تقريبا يا سارة ، كمن يشد بأسنانه سيارة نقل ليصل بها لآخر العالم ، أجاهد نفسي لأجد معنى لحياتي، و أحدد إطار لأسير من خلاله ، و قيم تمثلني أستطيع تطبيقها على أرض الواقع .
و مع هذا أضطر طوال الوقت لمعارك لا أريدها ، و لا أظنني أستحقها يا سارة ، و يؤلمني هذا .
كأن الله يختبر صدقي ، و صدق إيماني بالقيم التي أحاول زرعها في نفسي ، و أقاوم اهتزازها ، و أقاوم شكوكي و ألمي، لأسعى من جديد و أرجو النجاح ، و أرجو ألا أتنازل عن إحترامي لذاتي أبدا ، و لا عن جزء من إنسانيتي ولا صدقي .
أحاول كل يوم أن أكون شخص جيد، شخص فعال و مفيد . لكن لا أظنني أنجح كل يوم ، و لا حتى لنصف الأيام.
و أقول لنفسي لا بأس،هي خطوات، و كل فشل درس ،و كل درس وسيلة لمساعدة غيرك ، لذا فقيمته تتجاوز قيمة النجاح .
إلا أنني أتألم ، و أرغب في البكاء كطفل تائه في حي مهجور . و للأسف أعود من جديد لمربع القلب العاجز يا سارة ، لم أعد أستطع البكاء ،لا أدري لم فقدت تلك القدرة الإنسانية، رغم احتياجي الشديد لها ، لكن لا أقل إلا الحمدلله .
رغم كل هذا يا سارة إلا أنني حتما أنال حب استثنائي ، لا أظنني فعلت أو سأفعل ما يجعلني استحقه.
قدمت لي ملك ذات الأربع أعوام دمية " اليونيكورن" المفضلة لها، لتنام بجواري متى شئت، لتمنحني نوم هانيء .
أما مريم فتتقاسم معي دفتر رسوماتها لنتشارك تلوين ذات الرسم لتسعدني .
رغم كل الألم ياسارة الذي منحني إياه أشخاص لم أستحقه منهم .
منحني الله ألطف رحماته و نسائمه في أشخاص لا أستحق منهم أي لطف أو حب .
و رغم عجز قلبي أحيانا ، إلا أنه لم يزل يشعر بالفرح ، و الحب ، و الامتنان ، و الدلال ، كقلب طفل .
شكرا يا سارة ، لوجودك .
مودتي
ريم
4\3\2020