إلى سارة ..عن معجزة الغياب

Posted on الثلاثاء، نوفمبر 05، 2019 by ريم وجيه


عزيزتي سارة
اكتشفت مؤخرًا ما أفعمني بالرضا يا سارة ، وأنني كما أحب تواجد أصدقائي حولي ، فإن غياب بعض ممن أدعوا الصدق والصداقة أراح قلبي تمامًا .
تأملت حسابي الجديد نسبيًا على الفيس بوك ، بعد إغلاقي لحسابي القديم الذي كنت أحبه كثيرًا ، و أحب أصدقائي فيه جدًا ، واغتربت بالكامل عن من فيه من الأصدقاء .
قراري بإنشاء حساب جديد  ،  رغبة في تواصل أكثر قرب وحقيقية ، بقرار أني لن أضيف من لم أقابلهم من قبل ولا نتواصل بشكل دوري، لا أرغب في علاقات بعيدة تبرد مع الوقت وتبهت . شعرت كذلك يا سارة أن وجودي لا أثر له ، سيان تواجدت أو اختفيت .
تفاوتت ردود الفعل على حسابي الجديد ، لاعتقاد البعض حذف صداقتنا ، منها ما كان حادًا كالبلوك – ولا ألوم هاهنا ..على العكس شعرت بثقل انزاح عن صدري بصداقة مشروطة بشروط لا أعرفها من أشخاص لا تربطني بهم علاقة وطيدة ولا حقيقية فعلًا –
المفاجأة الطيبة كانت فيمن سألوا واهتموا، لاكتشف أني شخص له صدى طيب عند من لم أتوقعهم بالمرة .
على صعيد آخر ، مؤخرًا وجدت العديد من الأصدقاء قاموا بحذفي من حسابي الجديد ، تعجبت قليلًا ، وعذرتهم كليًا ، وأعترف ساورني إحساس بالراحة بعد تلاشي إحساس الذنب .
لم يعد يروقني كثرة الناس حولي ، وأصبحت في رعب من زيادة طلبات الصداقة ، مما دفعني لاستخدام خاصية المتابعة ، بعد طلب أكثر من شخص مني ذلك صراحة .
الأكيد أن الحياة لا تسمح بعلاقات مقربة كثيرة يا سارة ، إلا أنني أبحث عن الدفء حولي ، الدفء والحرية لأكون من أنا عليه حقًا ،دون الخوف من أحكام يضيق لها صدري ولا ينطق لساني ، وهو ما يتوفر لي ولله الحمد الآن بشكل ملحوظ ، يحاوطني حب أصدقاء الفيس بوك ،وتدليلهم المستمر ، وثناء لا أظنني أستحقه بالكامل .
أذكر كل الأوقات التي لمت نفسي بها ، وحاسبتها إن كنت جرحت إحساس شخص ما دون قصد ، إن ضايقت شخص ، إن أهملت شخص ، من كل الأشخاص المتواجدين عندي .
و أجد هذا كله فوق طاقتي ، كيف أتابع ما يزيد عن مئة شخص ؟
لا أستطيع بأي حال يا صديقتي الجميلة ، لذا ، أصبحت اكتفي بما أستطيعه فقط ، ولا أحمل نفسي فوق طاقتها ، وأتقبل الراغبين في الرحيل بنفس راضية ، ولعلمي أن هذا دومًا أفضل للجميع .
ربما قريبًا أقوم بعملية تصفية جديدة بين صداقات الفيس بوك ، رغم قلة العدد قياسًا لحسابي القديم  ، ورغم تقديري العميق لكل شخص قبلت إضافته وقبل إضافتي ، لكن دومًا أضع راحتي وحريتي قبل أي شيء .
بالطبع هذا يطرح سؤال بخصوص رحلة الألف قلب ، كيف سألمس ألف قلب ، مع كل هذه الحدود التي أضعها ؟
حسنًا ، لا أدري فعلًا ...ولكن الكلمات مثلي تحب الحرية ، والترحال ..فربما في رحلاتها تلمس قلوب لا تعرفني ، ولا أعرفها .
قلوب أحببت فيها إنسانيتها ، ووجدت في كلماتي ما يعبر عنها ...ولها مني كل حبي الإنساني على البعد .

مودتي
ريم وجيه