عزيزتي سارة ..كيف حالك في هذه البرودة
القارسة يا صديقتي؟
وما خططك للعام الجديد الموشك؟
أرى كل يوم أشخاص يشاركون حصاد العام الفائت
، إنسانيًا ، وثقافيًا .
أصدقاء جدد يكتسبونهم ،وكتب جديدة تضاف
لحصيلتهم ، وقائمة تعد للعام الجديد .
اكتشفت يا سارة كحصيلة لأعوامي الماضية جهلي
الشديد، وغباء بعض قناعاتي .
لطالما آمنت يا سارة أن عقلية الرجال
وانفعالاتهم تكاد تكون متماثلة مع النساء ، أن الكلام يحمل ذات المعنى إذا قلته
لامرأة مثلما أقوله لرجل ؛ طالما كان واضحًا وصريحًا و صادقًا . وأنه بالفطرة
سيؤدي لذات الإحساس والشعور الناتج بالكلام .
أثبتت الأيام بطبيعة الحال مدى غباء هذه
النظرية ، وأن كل طرف يستقبل الأمر وفقًا لخبراته الشخصية والمجتمعية ، والتي لا
فكرة لي عنها، حيث أني أكاد أكون ربيبة الكتب ، تربيت بينها وكنت معها أكثر من أي
إنسان في حياتي تقريبًا .
أذكر سؤال صديقي الغاضب ذات مرة عن كيف يجعل
المرأة تشعر بالأمان ؟
مستنكرًا إحساس النساء الدائم بعدم الأمان .
لم أعرف بما أجيبه وقتها ، الآن ربما لدي إجابة ، ولا أعرف مدى صحتها .
أظن المرأة تشعر بالأمان مع الرجل عندما تشعر
أنها تحتل مكانة لا يقاربها أحد . لا أحد يستطيع ملء مكانها ، و أن الرجل لن يسمح
بذلك رغم كل المغريات ، و وساوس السوء . ليس لميزة معينة فيها قد تتبدل أو تبهت ،
بل لأنها هي على ما هي عليه ، لكن ، هل يستطيع رجل ذلك ؟
وهل يحتاج الرجال طمأنة من نفس النوع ؟
أعرف بالطبع احتياج الرجل أن يأمن لشريكته بألا
تخونه مع رجل آخر ، وألا تفشي سره ، أو تستهين بأمره . هي أشياء أظنها بديهية
وطبيعية .
ولكن ..كيف تطمئن المرأة رجل خائف ؟
صراحة، لا أعرف .
هل يمتلك الرجال ذات المخاوف الجمالية التي
تعاني بسببها النساء ؟
رغم طبيعة المجتمع الفكرية التي تقول أن
الرجل لا يعيبه سوى جيبه ، أؤمن تمامًا أن الرجال يحملون في الغالب نفس المخاوف
حول المظهر ، وأرى أثر ذلك في تزايد مهام صالونات الحلاقة ، والحمامات المتخصصة ،
والمراكز التجميلية ، والهوس بصالات الرياضة .
لكن إلى أي مدى يمثل ذلك من ضغط وهيستيريا
على الرجال ؟
لا معلومة حقيقية عندي .
بصفتي صديقة البطلة في حواديت الحب حولي ،
أجد في كثير من الأحيان الأمور تتحول إلى ساحة حرب ، غالبًا بسبب خبرات الطرفين
السابقة المؤلمة – الكارثية أحيانًا – والتي تحتاج إلى علاج مكثف من الحب والأمان
، والتروى ، والحزم في كثير من الأحيان .
أشعر يا سارة أننا نهدر الكثيرمن الطاقة ،
والكثير من الوقت ، في محاولات الفهم ، والوصول لأرضية مشتركة لنقف عليها ، فقط
لنقول: " أحبك ، أرغب في تمضية عمري في سعادة معك ، لنسعد بعض ، ونساند بعض
أمام ضربات الحياة ."
وقت يمكن استثماره في أفعال الحب الأكثر سذاجة
، أو حتى الأكثر تعقيدًا .
طاقة يمكن بذلها في إسعاد أنفسنا ، وأحبتنا
ومعهم .
وبناء عليه قررت أن يكون كتاب ( الرجال من
المريخ والنساء من الزهرة ) ضمن خطة قراءاتي للعام الجديد .
فقط لأفهم " كل ده كان ليه...يا مجانين؟
"
ماذا عنك يا صديقتي..ما خططك للعام الجديد ؟
محبتي
ريم