عزيزتي سارة
كالعادة يا سارة تتنازعني الأسئلة ، تجذب أطراف عقلي ،
وهذه المرة لا أجد جواب يرضيني ، أو يريح عقلي أو قلبي .
تعرفين حبي للألوان ، للدرجة التي دعتني بعض
صديقاتي فتاة الألوان ،يحمل كل دلالة قلبية ، بهجة أو حزن أو راحة من نوع ما
....عدا اللون الرمادي .
نعرف أن في عالم البشر للحقائق وجوه عدة ...لسنا
ملائكة من النور الخالص ، ولسنا شياطين من النار .
ببساطة البشر هم اللون الرمادي بين ألوان
المخلوقات ، هذه حقائق يمكن فهمها بشكل كبير – بالنسبة لي على الأقل .
ولكن الرمادي درجات يا سارة ...
أثار انتباهي اسم فيلم " خمسون ظلًا
للون الرمادي ( جراي البطل) " ، بحثت عنه لأجده يتحدث عن بطل يعاني من ميوله
السادية ، مريض بها ويجد فيها لذته ، رغم ذلك يقع في الحب . هل يستطيع من يحب أن
يتلذذ بتعذيب حبيبه ؟
يظل سؤالي معلقًا بداخلي ، بعيدًا عن الدراما
، وعلى أرض الواقع ..هل يستطيع شخص سادي أن يحب أصلًا ؟
في الفيلم يقتصر الأمر على علاقتهم الحميمة ،
لكن على أرض الواقع نرى كل يوم أشكال وصنوف من الأذى البدني والمعنوي ، أظنها
تندرج تحت نفس التصنيف ؛ ويبررها ممارسوها إنها بدافع الحب ، لتنهار أعصابي أمام قناعاتهم المستفزة !
أثناء حيرتي بحثت عن هند بنت عتبة – آكلة كبد
سيدنا حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم - ، وجدتها أسلمت وحسن إسلامها يا سارة !
مضغت كبده ، ومع ذلك تظل درجة من درجات
الرمادي الإنسانية يا سارة ، لم تتحول كليًا للأسود ، بل العكس مع الوقت أصبحت
أفضل وأكثر إنسانية ..
وكأن الحياة بحر من درجات الرمادي ، نسير
فيها من الدرجات المظلمة للدرجات المنيرة ، والعكس صحيح .
و يظل سؤالي معلقًا يا سارة ..متى يكون
الإبحار نحو الظلام ما لا يمكن غفرانه ؟
و يظل اعتراضي على كوني رمادية كذلك ..أنا
أفضل أن أكون فيروزية اللون ، أو وردية ...رغم معرفتي بدقة بمكاني بين الألوان .
مودتي
ريم
0 Responses to "عزيزتي سارة ..الرسالة الثانية ":
إرسال تعليق