أسير وحدى فى شارع خلفى ليلاً ، يبدو لى أكثر أمانًا مما يؤمه الناس ، أشعر
بالهواء يتخلل شعرى فابتسم وأغنى .
أرى متسولة توقفنى وتحاول الحديث معى ، أتهرب منها سريعًا ثم أصل لمدخل
منزلى ، وعلى البُعد أسمع دوى طلقات الألعاب النارية لفرح ما .
أدخل مطبخى الحبيب ، إلا أن ركبتىّ تقررا التخلى عنى على مراحل من الضعف ،
أتهالك على الأرض وتتوالى على دفقات من القشعريرة تمر من رأسى لأخمص قدمى ، تغرقنى
الأفكار فى سوادويتها .
هذه الطلقات ليست لفرح ، هناك من يقتل ، وهناك جريح فى مكان ما ، ستنطلق
الصرخات الآن تعلن أن المصيبة حلت وستطالنى .
سيتهجمون على منزلى فى أى لحظة .
المتسولة ستأتى الآن ومعها عصابة كاملة ، سيخدروننى ويسرقون أعضائى وأُترك
لأنزف حتى الموت .
شارعنا الخلفى المظلم ، كم حالة اغتصاب مرت به ..بالتأكيد الكثير ، ولن
أكون سوى عدد ، سيزدرينى الناس فأى فتاة تسمح لنفسها بالسير فى شارع خلفى ، لن
يدافع عنى أحد ولن يهتم بى أحد ، سيتركوننى لأنهش فى عرض الطريق ولن يبالوا .
سأواجه الخطر وحدى وأنتهى بكل الألم وأموت ميتة مشينة .
تتسارع نبضات قلبى لدرجة الألم ، أنفاسى تمزق صدرى وتختنق عيناى بالدموع ،
وتخنقنى الغصص .
تحاصرنى كل السيناريوهات المؤلمة والبشعة التى يطالنى فيها الأذى وأحبتى .
أشعر بملك الموت يقترب وأبحث عنه بنظرى .
ابتسم ..سأموت الآن على أرضية مطبخى الذى أحبه كثيرًا ، جسدى يخذلنى بالفعل
..أتلو الشهادتين ، وأقرر أن أموت بهدوء هذه المرة .
30/4/2015
وحول فكرة الخوف وضمن خطة لعصف ذهنى مشترك ..قامت راندا حسنى
بكتابة المقال على اللينك التالى
0 Responses to "نوبة ذعر غير مبررة ":
إرسال تعليق