عزيزى دكتور بورك
بلا تحية أو سؤال عن الحال عزيزى ، فلا وقت لديك ولا طاقة للإدعاء لدى .
أذكر اليوم نذورك التى تلوتها أمام زميلاتك ، تسألهن رأيهن ، أذكر كلماتك
جيدًا ، تحدثت عن إنك لا تأمل ، إنك موقن ..أنت رجل القلوب ، تحمل القلب بيديك
وتدرك خباياه وأسراره ، لا مجال لديك للتساؤل والشكوك .
أذكر جيدًا شروطك وشروط أمك وتأكدك من خضوع كريستينا لها ، وأذكر كذلك رجفة
يدك ، ويدها تثبتك ..أذكرها جيدًا جدا رغم نسيانك لها !
أذكرها وأنا أرى اليوم كريستينا تحتضن أوين وعلامات يديه محفورة على رقبتها
إثر خنقها ، كان يرتجف ويبكى لا يلفه اليقين مثلك .
عزيزى دكتور بورك ، هل تتذكر يقينك بدخولها لممر الكنيسة ؟!
هل تذكر خروجك إليها وإعلانك إلغاء الزفاف عقابًا لها على خوفها الذى جمّد قدميها ؟! كبرياءك الجريح منعك من اتمام الزفاف عزيزى ،
ذلك الزفاف الذى ألزمها حبها لك فيه بالطاعة حتى فى حلق حاجبيها إرضاء لأمك الحبيبة .
ألم يخبرك يقينك إن الحب يتضمن طمأنة الحبيب ؟! يتضمن احتواءه ومراضاته؟!
حسنا ربما لم يخبرك ..ولكن ألم تكن تستحق حتى المعاملة بالمثل ، ألم تكن داعمك
يارجل؟!
حسنا ، ربما لا أجيد منح
الأعذار والتعاطف ، ولا أجيد اليقين فى المشاعر كذلك فهى كما أوضحت بفعلك يا عزيزى
الذى لا أعزه ولا أعتز به ، هباء .
أتدرى أظننى أفضل الشك والتساؤل
فى الحب عن يقينك هذا ..أفضل أن ندور حول أنفسنا بحثًا عن إجابة صادقة و وافية ،
أفضل أن تتكسر أدمغتنا على حائط المحاولات أفضل من خطوات تدعى الثقة وتنهار الأرض
تحتها بلحظة واحدة .
أظننى أفضل الصراع الذى ينتهى
بحبيبين بين ذراعى بعضهم البعض بحثًا عن الإجابة والراحة ، حتى لو لم يلفهم اليقين
بالمصير الحتمى ، وإنما هو إلزام من القلب وحده .
ربما لا يوجد ثوب زفاف ولا مراسم ولا خاتم ماسى
، ربما حتى لا تستمر إلى أن تهن العظام ويشتعل الرأس بالمشيب ، ولكنها حتمًا تستحق
عناء بذل الجهد ، حيث تترافق خطواتهما معًا ، من يتعثر يستند لرفيقه ليكملا معًا
رحلة للمجهول .
اليقين خدعة ..الاجتهاد والبذل
ليسا الضامن الوحيد ولكنه أمر يمكننى فهمه .
أنت خدعة ..فقاعة صابون خالية من الألوان عزيزى .
أما أوين وكريستينا ..ف أمطار وقوس قزح .
ختامًا أتمنى أن تختنق فى غرورك الأجوف ، وأن تتزوج شبيهة أمك ، مخلوق من
الحدة والتحيز والتخشب ، فهى حتما ستليق بك !
0 Responses to "رسالة إلى بورك ":
إرسال تعليق