يعتقد البعض إنى اخترته لقبًا تبعًا للون بشرتى الأبيض ، مثلما يعتقد البعض
إن حرقة بكائى فى أى عزاء أحضره هو لتذكرى حزنى على أمى ، وكلاهما أبعد مايكون عن
الصواب .
قلة هم من يعرفون مدى انهيارى فى السنة الماضية ، وإن أدرك الجميع مدى
كآبتى ، فلا أظنهم علموا بفقدانى لذاكرتى وهويتى وقناعاتى أثناء غرقى تحت الحضيض .
لم أكن أمتلك الجرأة لسؤال المقربين حقا منى عن هويتى ، ومن أنا ، فلن
أحتمل ذعرهم ولن أستطيع التعامل معه كعادتى ، ولن أحتمل الهروب منهم كذلك .
وإن كنت أحاول دومًا استشفاف انطباعاتهم عن شخصى ، ورؤيتهم لى ، لعلى أرى
نفسى ، أو أستطيع تمييز أى شىء فى واقعى ، وإدراك اليمين من اليسار .
كان لدى خوف هيستيرى من الألم ، أى شىء قد يسبب أى نوع من الوجع أو الألم
ابتعد عنه فورًا ، حتى لو كان الألم خيالات .
أى علاقة جديدة ، تعارف أو صداقة ...هى شىء يستدعى القلق ولذلك كنت ألجأ
دوما لصمتى ، وعملى كجهاز استقبال ، أرحب وابتعد .
الخوف الهيستيرى من التعامل المباشر مع البشر والذى يصل إلى حد الرقاد
لثلاثة أيام كاملة فى سريرى بموعد مقابلة تقليدية لورشة أحببت التقدم إليها ، كانت
شعار مرحلة امتدت لتصل إلى شهور من عمرى .
أشكر الله الذى وهبنى حس ملل نجانى سابقا من نوبات ذعرى ، ونجانى كذلك من
خوفى ، أشكر الله الذى وهبنى العناد الذى يجعلنى أتحدى نفسى قبل أى آخر ، وأرفض كل
هذا الخذلان الذى لم أخذله لأحد من قبل ،
وأشكره كثيرا جدا ومن أعماق قلبى إنى خرجت حية من التجربة ، بل وخرجت مظفرة
بروح تتوق للبحث من جديد ، وتسعى من جديد لأن تكون أفضل ، وأوسع أفقًا وتقبلا
لآخرين غرباء .
وأشكره وأثنى عليه ثناء جميلا لمنحه إياى صحبة حافظت علىّ وأخرجت ما دفن فى
التجربة المرّة من حلاوة وحب للحياة كان فى شخصى ، بما فيهم من حنان وحب وإيمان .
ربما لا أقف على أرض صلبة بالكامل ، ولكنها على الأقل ليست بحر من الرمال
الناعمة التى تغرقنى كلما وقفت .
عندما أتممت عامى الخامس والعشرين كنت غاضبة جدا وناقمة جدا على نفسى ومن
حولى والحياة ، كنت رافضة للاحتفال لإنى لم أصل بعد لكل ماخططت له ، ولم أتخذ بعد
خطوات واسعة نحوه .
ولكن عندما حل عيدى السادس والعشرين ، رغم ضياع كل الأهداف والخطط ، و
العناء فى تحديد الهوية ومعرفة الصح من الخطأ ، ومحاولة استرجاع الذاكرة والذكريات
، إلا إنى قررت الاحتفال وبقوة ، الاحتفال بروح الحياة التى لم تمت بعد بداخلى ،
والاحتفاء والشكر لله لحبه لى ولعطفه على ورحمته وشفقته بى ، وإرساء قاعدة جديدة ،
ف ليس الفوز وحده مايستحق الاحتفال ، إنما كذلك محاولة البقاء على قيد الحياة
والإنسانية بين كل مايدعو لغير ذلك ، والقدرة على تذوق الحلو والمر ، البدايات
الجديدة ومايصاحبها من نشوة المرة الأولى والتى أحيانا كثيرا لا تكون المرة الأولى
الحقيقية ، وإنما تجربة من جديد ، كانتعاشة استطعام كيك الشوكولاتة الداكنة لمرة
أخرى وحلاوتها تتسرب لخلاياى العصبية في ما يشبه دقات الحب الأولى .
2 Responses to "فانيليا ":
wooooooooooooooooooow reema goooooooo on ya 7oby
really u r a great writer am proud of you :*
wooooooooooooooooooow reema goooooooo on ya 7oby
really u r a great writer am proud of you :*
إرسال تعليق