عزيزتي سارة
أعترف لك يا سارة أني لا أؤمن بفكرة النهايات الدامغة
لأي شيء ، باستثناء الموت ، و هو بوابة لعالم به احتمالات كثيرة كذلك .
لا أظن إنه "كده خلاص " ، هناك دومًا طرق
فرعية يمكن اختراقها بشيء من الخفة ، تؤدي لشيء ما جديد تمامًا ، مجهول تمامًا ،
ويسمح بالدهشة .
أؤمن بالتجربة يا سارة إيمان عظيم ، أؤمن دومًا بسؤال لم
لا؟
قرأت مقال منذ فترة قريبة عن نسب نجاح الأشخاص العاديين
في الحياة ، مدى تميزهم و تركهم لبصمة في العالم ، كانت نسبة مهينة يا سارة ، يرى
صاحب الاحصائية أن النجاح يورث، الغنى يورث ، وما غير ذلك هو الاستثناء الذي يثبت
القاعدة ، استثناء نادر يقول فيه ضمنًا أنه " متحلمش يا حبيبي ومتصدقش "
.
أصدق بواقعية الاحصائية ، ويرفضها قلبي ، أؤمن دومًا
بقدر لا نهائي من الفرص لكل إنسان ، مادام حيًا فهناك فرصة للوصول لشيء ما – ولا أعني
هنا الثروة ولا الصيت ، لكن هدف يراوده ، شيء يجيد الاستمتاع به ، حلم يحققه خارج
مألوفه ومحيطه .
كثير من الحكايات حول قصص النجاح نقرأها لفلان وعلان ،
فشلوا في شيء ما ، ونجحوا بعدها نجاح مبهر، ساحق، رهيب، مدوي ، تملأ كل مكان
لشحننا بآمال عظيمة ، لا أساس لها على أرض الواقع غالبًا .
لست أدري لم دومًا تضيع دائرة التأثير الأبسط دون اهتمام
يذكر ، هل شرط النجاح أن يكون مدويًا ليحتسب نجاحًا ؟
أنا شخص عشوائي يا سارة ، مزاجية بدرجة مرعبة أحيانًا
ولا أجيد التخطيط بالمرة ، أتعمد ألا أضع أي خطط بالمرة ، فشلت فيها باجتهاد ، هي
قيد وسجن أكرهه . وهذا يا عزيزتي وصفة جيدة للفشل بكل أسف .
لا أجيد التخطيط ، ولا أمتلك أهداف مليونية ، وترعبني
فكرة الانتشار الساحق ، لكن لم لا نجرب؟
اليوم أضع لنفسي هدف صعب قياسه ، إن كان ممكن القياس
أصلًا .
هدفي أن ألمس ألف قلب بكلماتي ، ولا أدري كيف يمكن قياس
ذلك .
أعرف الطريقة ، وأتخذها منهج يا صديقتي ، أقدم كلماتي من
قلبي بكل صدق ، بلا افتعال ، بلا خداع .
الصدق ولا شيء إلا الصدق .
ما رأيك في خطتي الجديدة المجنونة ؟