عزيزها رفعت
ترددت كثيرًا قبل الكتابة إليك ، أما وقد
أذنت لي سارة ، اسمح لي بالكلام يا رفعت.
أخاف يا رفعت أن أقرأ كتاب الرسائل ؛ تكتبني
سارة يا رفعت كأنها أطّلعت على خبيئة روحي ..ومن منا يرتاح إن تعرّت ندوبه؟
عزيزها رفعت
كيف حالك في الأبدية وما بعدها أيها الشيخ
الجميل ؟
لاتزال تؤلمني فكرة موتك يا رفعت ، و لست شخص
يجيد التجاوز .
ترددت كثيرًا في الكتابة لك ..محادثة الأموات
ليست عادة محببة ، إلا لمن يحب الصمت جوابًا .
أكتب إليك بلا هدف واضح ، أو موضوع محدد كما
يجب أن أعترف ...
رأسي يا رفعت ..بداخل رأسي عاصفة عملاقة
كالتي نراها في الأخبار العالمية ..دوامة من الرياح تحمل بداخلها كل ماتقابله ،
لدرجة أني أشعر في بعض اللحظات
بالنبضات
الكهربية الموصلة بين الخلايا العصبية في مخي – إن كان هذا ممكنًا-
أو إن كان هناك نبضات أصلًا ...ولا أصل لأي
جهة أبدًا.
حياتي على نفس الوتيرة ، وأنا عالقة في هذه
الدوامة المحطمة للأعصاب .
أنا منهكة يا رفعت، منهكة إلى حد الرفض
والغضب والبكاء .
أشعر إني أكبر منافقة في العالم عندما أقول
إني بخير ، للدرجة التي تجعل عيناي تدمعان .
لدي أحلام بسيطة جدًا ، عظيمة جدًا .
بسيطة جدًا بالنسبة للعالم ، عظيمة جدًا لي .
أمتلك أفكارًا للتنفيذ ، ولدي إرادة يقسم بها
من عرفها ، ومهارة ملحوظة وقدرة جيدة على التعلم ؛إلا أنني أشعر بالشلل ..شلل كامل
، كأن الجاذبية الأرضية قررت أن تحتفظ بي .
ولا أموت يا رفعت ، فأدفن لتحتضنني الأرض كما
يجب ، إنما أشاهد الحياة تسير فوقي بألم ، دون أن أخطو تجاه ما أريد خطوة حقيقية .
أتدري يا رفعت ..أظنني أخاف أن أنجح ، أكثر
بكثير من خوفي من الفشل ..
ربما لأن فقدان النجاح سقوط من ارتفاع ...وهو
أصعب بكثير من الحبو المستمر على أرض منخفضة .